الأحد، 20 أبريل 2008

حكاية ثلاث سمكات




رسوم : عزة العظم

حكاية ثلاث سمكات


كان هناك سمكة اسمها خمولة ، ولها صديقتان (نحولة) و(أكولة).

وفي يوم من الأيام كانوا يبحثون عن الطعام كعادتهم فقالت لهم خمولة: لقد سئمت من البحث عن الطعام ، دائما نسبح مسافات طويلة بحثا عن الأعشاب ، إن هذا متعب للغاية.

قالت لها نحولة: لا تكوني كسولة ياخمولة.

وقالت أكولة: وهل تنتظرين الطعام يأتيك وأنت واقفة مكانك.

فردت عليها خمولة قائلة: أتمنى ذلك.

وبينما هن يتحدثن إذ سقطت بينهم خيط سنارة صياد فوجدت بها خمولة دودة فاقتربت منها لتلتهمها، فأسرعت نحولة تحذرها قائلة : هذه سنارة الصياد لا تقتربي .

ولكن خمولة قالت لهما: لا تقلقا سآكل الطعم دون أن أمس خطاف السنارة ، وبالفعل استطاعت أن تأكل الطعم دون أن تمس خطاف السنارة وقالت لصديقتيها وهي سعيدة : أرأيتما لقد أكلت وجبة سهلة وشهية بدون تعب أو مجهود .

فقالت نحولة: لا يمكن أن أنتظر الصدفة بل أحب أن أتعب وأبحث عن طعامي بنفسي.

وقالت أكولة: نحولة محقة فنحن على الأقل لا نعرض أنفسنا للخطر ولا نبالي بالتعب في سبيل الحصول على طعامنا.

فقالت خمولة: ولكن كثرة المجهود يصيبني بالنحافة وهذا أيضاً يعرضني للخطر ، فكبر حجمي يجنبني المخاطر حيث ستخاف مني السمكات ولن تلاحقني لتلتهمني .

نحولة : وأنا لن أعيش في خطر مستمر من أجل كلام تافه لا قيمة له.

أكولة: إنتظري يا نحولة ربما كانت خمولة محقة فيما قالته.

سقطت عدة خيوط بها طعام ، فبدأت خمولة تقترب من إحداها بحرص وظلت أكولة تراقبها ، أما نحولة فقالت لهما : آسفة ليس لدي وقت أضيعه سأذهب لهناك بعد هذه الصخرة حيث الأعشاب.

وتركتهما نحولة وكانت خمولة تأكل الطعم في كل مرة وأكولة تحاول تقليدها بحرص والصياد لا يمل يحاول مرة ومرات ، وفي كل مرة يجد سنارته خالية من الطعم والسمك ، وفكر قليلاً  ثم وضع في السنارة طعم على شكل عجين أخفى به الخطاف كل ، وكانت رائحته شهية، فتوقفت أكولة وقالت محذرة : هذه خدعة  ، إحذري ياخمولة ، ولكن خمولة قالت لها : لا تبالي ، إن رائحته شهية لا تقاوم ، سآكل من الطرف فقط ، فقالت لها أكولة وهي خائفة : إن طرف الخطاف كله مغطى .

ولكن خمولة اقتربت وما أن حاولت التهام الطعم حتى علقت بالسنارة ، وظلت تتلوى وتصرخ ، ولكن كان الصياد ماهر وسريع فقد رفعها سريعا ، وما أن رأت أكولة صديقتها وقد التقطها الصياد حتى فرت هاربة لتلحق بصديقتها نحولة خلف الصخرة .

حزنت الصديقتان على صديقتهما الكسولة خمولة وكتبا حكايتها على القواقع والأصداف لتحذرا السمكات الصغيرات من الكسل الذي هو أشد خطرا من الصياد .

الأربعاء، 2 أبريل 2008

حاول




كان وليد سعيد جدا لأن محمود ابن عمه قرر أن يقضي اجازة نصف العام عنده , وهاهو يقف مع أبيه في محطة مصر ينتظران قطاره القادم من اسكندرية , وصل محمود ليجد وابن عمه في استقباله , فسلم عليهما, و بعد قليل كانا الإثنين معا في المنزل , وفي الصباح قررا الخروج سويا إلى النادي بعد أن خرج الأبوان لعملهما , وفي أثناء سيرهما فوجئا ببواب العمارة المجاورة والتي لم يكتمل بناؤها يحرق القمامة ففتح أحد الجيران النافذة ليلعن هذا الدخان ويصيح على البواب ولكن البواب كان يتم عمله في هدوء , فقال له وليد , لا فائدة ترجى من الكلام هذا هو الحال كل يوم .

هبط وليد و محمود الدرج وفي الشارع اقترب محمود من البواب ليحدثه فاندهش لذلك وليد , قال محمود : السلام عليكم , فرد البواب عليه السلام , فسأله بأدب :- لماذا تحرق القمامة كل يوم فيضر بنا الدخان ؟ فقال له الرجل : - لأن القمامة لو تكدست ستجمع الحشرات فلابد من ان أتخلص منها . فسأله محمود :- ولماذا لا تضع القمامة في كيس حتى تأخذها سيارات جمع القمامة ؟ فرد عليه الرجل : لأنني لا أملك ثمن الكيس , فالعمارة كما ترى لم يسكنها أحد ليعطيني أكياس . فقال محمود : - ولماذا لا تطلب من صاحب العمارة ؟ فرد الرجل :- لأنه مسافر . فقال له محمود :- وإن أحضرت لك الأكياس هل تكف عن حرق القمامة ؟ فقال الرجل :- بالتأكيد فالدخان يؤذيني أنا الآخر ولكنه الخيار الوحيد أمامي
فأسرع محمود واشترى له مجموعة من الأكياس وأعطاها للبواب فأطفأ النار فورا وهو شاكر لمحمود , فتعجب وليد من ذلك وقال لم أكن أعرف أن عدة أكياس يمكن أن تحل لنا هذه المشكلة المؤلمة .
وبعد عدة خطوات وجد عامود نور يبرز منه سلك فتوقف محمود وتلفت حتى وجد هاتف فاتصل بالشرطة يبلغها عن هذا العمود , ثم تابع السير مع وليد الذي قال :- هذا العمود على هذا الحال منذ فترة طويلة ولم أفكر في فعل هذا !! ولكن هل سيصلح ؟ ,,, لا أعتقد ,, إنه على هذا الحال منذ زمن طويل . فقال له محمود :- علينا أن نفعل ما بوسعنا , وبعد قليل قابلا شاب يدخن السجائرفابتعد عنه وليد وهو متأذي من رائحة السجائر فتقدم منه وليد وقال له :- ألا تعلم يا أخي ان التدخين يضر بصحتك وبصحة من حولك . فقال الشاب :- مع الأسف أعلم ولكني أضعف أمام السيجارة , فقال له محمود :- خذ مني هذه الهدية , وأخرج له قطعة من الحلوى وقال له :- كلما شعرت بالضعف استبدل هذه المدمرة بقطعة من الحلوى فابتسم الشاب وقبل منه الهدية وأطفأ السيجارة على الفور ثم انطلق لحال سبيله فقال له وليد بتهكم :- وهل تظن أنه أقلع عن التدخين , إنه فقط يجاملك , ابتسم محمود وقال :- لو انه يستحي فلنكلمه جميعا ومرة تلو الأخرى سيقلع عن التدخين .
ومرت الأيام ومحمود يتصرف بهذ الإيجابية تجاه كل ما يقابله بتصرف صغير ولكنه في اتجاه الحل السليم وفي آخر يوم في الأجازة خرجا سويا للنادي وفي نفس الطريق كان البواب يجمع القمامة في الكيس ويضعها في المكان المخصص ولما لمح محمود حياه بامتنان فابتسم وليد وربت على كتف محمود ولما مرا على عامود الكهرباء كان قد تم إصلاحه فتوقف وليد مندهشا وهو يقول : انظر يا محمود . لقد تم إصلاحه فابتسم محمود وقال :- الحمد لله , ثم توجها إلى النادي وتقدما من كابتن الكرة الذي يدربهما على لعبة السلة وكان يتحدث من أحد الشباب الذي كان يقول للمدرب :- الحمد لله انا لم أدخن منذ اتنتا عشر يوما فقد قابلني احد الشباب ونصحني بأن ,
وتوقف الشاب عن الكلام فجأة لما وجد محمود ووليد أمامه وقال :- هذا هو الذي قابلني , فاندهش محمود الذي لم يتذكره في البداية, فأكمل الشاب وقال , نصحني نصيحة وعملت بها , ثم أخرج لمحمود قطعة من الحلوى فتذكره وضحك فقال وليد للكابتن :- الحقيقة هي ان محمود شخص إيجابي يحاول إصلاح كل شئ حوله , وأنا سأكون مثله إيجابي فأنا سعيد به فخور بأنه ابن عمي

الأحد، 2 مارس 2008

السمكة المغرورة


رسوم عزة العضم
_____

في قاع البحر كانت تعيش سمكة صغيرة ملونة ولما كانت بديعة الألوان سميت بديعة .

وكان لها صديقان , المحارة ريري , والأخطبوط طاطا.

كانوا دوما يلعبون ويغنون, وعنما بدأوا اللعب هذه المرة انزلقت المحارة ريري ووقعت في حفرة فصرخت مستغيثة بصديقيها بديعة وطاطا.و

لكن بديعة لم ترد عليها بل استمرت في اللعب والغناء , ولما طلب منها طاطا أن تساعده في إنقاذ صديقتهم ريري رفضت بشدة وسألت بتعجب: وكيف تطلب مني أنا بديعة أجمل مخلوقات البحار أن أساعد هذه المحارة قبيحة الشكل , إتركها وهيا بنا نلعب من جديد .

فتعجب طاطا من ردها وقال لها: أتتركين صديقتك وتطلبين مني أن أتركها ؟!!! لا لن يكون هذا أبدا , وليس طاطا الذي يتخلى عن أصدقاؤه , وتركها وأسرع لريري يمد لها أحد أزرعه في الحفرة لتمسك بها ويرفعها بسرعة .

خرجت ريري والدموع تملأ عينيها, تعاتب صديقتها بديعة على موقفها , فلم تأبه بها , فنهرها طاطا وربت على كتف ريري فتركتهم وذهبت لبيتها ترتاح .

وفي اليوم التالي ظهرت في المنطقة سمكة كبيرة متوحشة تأكل كل من يقابلها من المخلوقات البحرية الصغيرة والنباتات , فاختبأت الأسماك الصغيرة من شر هذه المفترسة المتوحشة .

وبينما كانت بديعة مختبئة في مخبأ أمين كانت تشعر بجوع شديد ولكنها لا تستطيع الإقتراب من العشب فلو فعلت ذلك لأكلتها السمكة .

وكان حال بديعة كحال معظم الكائنات الصغيرة.

ولما طال الوقت واستبد الجوع ببديعه فاقتربت من العشب ببطئ فرآها طاطا وريري اللذان كانا مختبئان في مكان قريب , وتملكهما الرعب خوفا عليها.

وفي نفس الوقت لمحتها السمكة المتوحشة فبدأت تقترب من مكانها لتلتهمها؛ فتقدم طاطا مسرعا فألقى في طريق السمكة المتوحشة من حبره فتعكر الماء وأخذ بديعة ليهرب , ولكنه لم يستطيع أن يعرف إلى أي اتجاه يهرب فالوقت ليل والمكان مظلم, فقد يندفع لفم هذه المتوحشة ؛ فإذا بريري تفتح فاها فتظهر لؤلؤة جميلة تظئ لهما المكان , فيعرفون اتجاههم فينطلقون جميعاً مسرعين .

فتلفتت السمكة المتوحشة وقالت لنفسها بصوتها الأجش: لم يعد هذا المكان يروقوني , فبعد أن تجرأ علي هذا الأخطبوط الصغيرستبدأ المقاومة من هنا وهناك , وأنا لا أحب المقاومة .

وهكذا رحلت السمكة المتوحشة .

ولكن هل عاد الأصدقاء الثلاثة كما كانو ؟.

كانت بديعة تشعر بالخجل الشديد, فقد تعلمت درسا قاسياً ولذلك اعتذرت لصديقيها فقالت لهما : لقد عرفت كم كنت حمقاء , فلكل مخلوق في هذه الدنيا جماله , فأنت يا طاطا أشجع أخطبوط عرفته , ولريري المحارة لؤلؤة هي أجمل ما رأيت في حياتي , هل تقبلون توبتي , هل تقبلونني صديقة بعد ما حدث مني ؟.

فقالا لها : بالطبع , وعاد الأصدقاء الثلاثة يلعبون من جديد ويغنون اغنيتهم المفضلة .

( بالكرة نلعب نلهو نمرح بالكرة نلعب بالكرة نفرح)

* * *



جني الحقل




  • كان سعد يعيش في قريته الصغيرة مع إخوته , وكان الجميع يحبونه لأنه طفل ذكي وخدوم .

    وفي يوم من الأيام خرج سعد ليلعب مع أصحابه , فوجدهم يتحدثون قال وليد : بالأمس هاجم حقلنا لص .

    وقال ماجد : ونحن أيضا هاجم حقلنا لص والغريب ان اللص أكل بعض الفاكهة ورمى بعضها .

    فرد عليه وليد قائلا : فعلاً هذا ما حدث لنا أيضا , والأغرب أنه كسر الأغصان , أتعجب كيف كسرها فهي عالية جداً .

    هاني : وأنا صحوت من نومي فوجدت أحدهم عبث بغرفتي وبعثر أشيائي وأكل الحلوى التي صنعتها لي أمي , وقد فحص أبي الغرفة وقال أن اللص دخل من شباك الغرفة .

    ماجد : وهل كان الشباك في الدور الأرضي مغلق .

    هاني : لا , كان مفتوح فالجو حار كما تعلم .

    ماجد : وكيف ترك الدور الأرضي وصعد لغرفتك في الدور الأول ؟

    هاني : أخشى ان يكون جني كما قالت أختي!! .

    سعد : جني !!! ما هذا الكلام ؟

    هاني : تقول أختي لو أنه أراد السرقة لسرق شيئا آخر غير الحلوى فالبيت ملئ بالمقتنيات التي يطمع بها اللصوص , أما أن يبعثر الأشياء ويتركها فهذا شئ عجيب .

    فخاف وليد وقال : يا ويلي جني , لابد وأنه هو الذي أكل الفاكهه من حقلنا وكسر الفروع .

    ماجد : هذا كلام معقول , لا بد وأنه جني .

    هاني: قال أبي لابد ان نغلق الشبابيك قبل المغرب حتى لا يعود اللص.

    وليد : أي لص , أرى ان أختك على حق إنه جني , أنا خائف .

    سعد : علينا أن نواجه الخوف , ما رأيكم لو راقبنا الحقل لنرى من يسرق الحقول والمنازل .

    هاني : لالا , أنا أخاف .

    وليد : وأنا أيضا .

    ماجد : أنا أيضا خائف .

    سعد : هذا الخوف ليس له مبرر . أنا سأذهب .

    هاني : ستذهب وحدك !!

    سعد : وما الذي يخيفني , هذا الخوف معناه ان هناك شئ لا نفهمه , وإن عُرِفَ السبب بطل العجب .

    وليد : معك حق , سآتي معك يا سعد .

    هاني : سآتي معكما وإن كنت خائف .

    ماجد : ما دمتم ذاهبون سآتي معكم . ولكن متى ؟

    سعد : بعد صلاة العشاء سننطلق من الجامع إلى الحقول .

    وفي الموعد المحدد كان الأصدقاء مجتمعون وكان القمر يضئ الحقول ونسمات الهواء منعشه فقال ماجد : الجو جميل هيا نتسابق , فاستوقفه سعد قائلا : ما جئنا لنلهو , نحن خارجون في مهمة فالتزموا الهدوء حتى لا يخاف اللص ويهرب , لقد جئنا للحراسة علينا أن نمشي وسط الحقول صامتين دون ان يسمع أحد خطواتنا ,

    ( وافق الأصدقاء على كلام سعد وانطلقوا يطوفون حول الحقول حتى سمعوا صوتا )

    [ تك ,, تك ,, تك ]

    ( إنه صوت فروع الشجر تتكسر , أسرع الأصدقاء إلى مصدر الصوت, فوصلوا إلى شجرة عالية إقتربوا منها , فإذا باللص يقفز من شجرة لأخرى).

    سعد : انظروا إنه ميمون , القرد ميمون .

    ماجد : نعم , إنه يرتدي نفس ملابس القرد ميمون .

    هاني : لابد وأنه هرب من السيرك .

    وليد : هل لديك من الحلوى التي أكلها عندك يا هاني ؟

    هاني : نعم , جيوبي مليئة .

    سعد : سأحاول أن أقلد مروضه حين يناديه .

    ماجد : أنا أحفظ كلامه .

    سعد : هيا بنا .

    ماجد : ميمون, ألييي هووووب .

    قفز ميمون من على الشجرة فتقدم منه هاني وقدم له الحلوى ففرح القرد وأكلها وهو مسرور وأخذ الأصدقاء القرد ميمون معهم وعادوا لآباءهم يخبرونهم عن القرد ميمون فذهب بعضهم مع الأطفال ليردوا ميمون للسيرك , وفرح ميمون بعودته وعادت القرية لهدوءها .

    * * *



الاثنين، 25 فبراير 2008

أمير النور


أمير النور

كان أحمد وهناء يجلسان فوق سطح بيتهم في ليلة صيفية، وبينما هما يتسامران إذا بمركبة فضائية تقترب منهما , ووقفت فوق سطحهم معلقة في الهواء ثم خرجت منه أميرة جميلة ومن خلفها حارسان, فخاف الطفلان ولكن الأميرة تقدمت من أحمد قائلة: لا تخف أيها الأرضي .

فتعجب أحمد من كلامها وقال : هل تتكلمين العربية ؟!! .

فقالت الأميرة: نعم , أعرف معظم لغات كوكبكم، وقد جئت أبحث عن أمير النور .

فتعجبت هناء وقالت : ومن يكون أمير النور هذا ؟.

فردت الأميرة بدهشة : كيف تكوني من كوكب الأرض ولا تعرفين أمير النور!! ؟ لقد اعجبت به وبكتاباته واختراعاته وجئت لآخذه لكوكب العلماء لنستفيد من علمه ورأيه الحكيم .

فرد الحارس من خلفها قائلاً : لدينا هدف آخر يا أميرتنا .

فأطرقت الأميرة خجلاً واحمرت وجنتيها فزادها ذلك جمالاً على جمالها ؟ وقالت : لقد بحثنا في الكواكب من حولنا عمن يصلح لأن يعتلي عرش البلاد بجواري ولم نجد أفضل من الحسن , أمير النور .

فقال أحمد: بحثتي في كوكبكم وفي الكواكب المجاورة فوقع اختيارك على هذا الحسن! فمن يكون هذا؟ وما اسمك ايتها الأميرة؟!.

قالت الأميرة : إسمي الأميرة خلود, ويا هل ترى هل اخطأنا المكان أيها الحارسان ؟ أراهما لا يعرفان أمير النور فكيف سنحرره من أسره ؟

الحارس الأول : لم نخطئ يا مولاتي , نحن بكوكب الأرض وهذه مصر , تقاطعه هناء قائلة : صحيح نحن في القاهرة , ولكننا لم نسمع عن الحسن , وماذا كتب في كتبه التي أعجبتكم وما الذي اخترعه ؟

الأميرة خلود : إنه بصري .

أحمد : انتظري قليلا , بصري يعني من البصرة والبصرة في العراق وليس في القاهرة

خلود : أعلم ان البصرة في العراق , ولكنه جاء لمصر بعد أن دعاه حاكمها .

أحمد : ولماذا جاء ؟

خلود : لقد ذاع صيته بين العلماء ولقبوه بأمير النور لأن له مؤلفات قيمة في علم الضوء كما أن له مؤلفات في الرياضيات والهندسة وعلم الحركة وفي الطب وقد رسم للعيون رسما تشريحي رائع كما أنه يعرف في الفلك وقد أرسل لنا عدة رسائل أثناء أسره .

هناء : علم الحركة , تعبير قديم يعني الميكانيكا .

أحمد : ما هذا الخلط ؟ هل هو طبيب أم مهندس أم عالم فزيائي في علم الضوء أم فلكي ؟! هذا شئ عجيب .

خلود: نعم انه يجمع بين هذه العلوم جميعا بجانب العلوم الإنسانية.

أحمد : لم تقولي لماذا جاء إلى مصر .

خلود : قال انه ورد ذكر عبارة له في كتاب مختصر( أخبار الحكماء ) لمؤلف اسمه القفطي

هناء : القفطي , هذا أيضا إسم قديم , وما هي العبارة التي قالها الحسن البصري

خلود : قال : لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان .

أحمد : وهل أتى متطوعا لهذا السبب ؟

خلود : بل دعاه الحاكم بأمر الله , ولكن الحسن...

( تقاطعها هناء )

هناء : الحاكم بأمر الله , كان هذا منذ زمن طويل !

خلود : نعم من عدة سنوات , فقد لبى الحسن دعوة الحاكم بأمر الله وذهب لأسوان وحاول التنفيذ ولكنه فشل لأن امكانيات أهل الأرض لم تصل لدرجة ان يبني سدا في الماء .

هناء : سداً في أسوان غير السد العالي ؟

خلود : السد العالي !!! معلوماتي ان أسوان ليس بها سد .

أحمد : أكملي قصتك لنفهم مالديك ونرى .

خلود : جاءنا أن الحسن اعتذر للحاكم بأمر الله فتظاهر الحاكم بأنه قبل عذره ولكنه لم يتركه لأبحاثه بل وضعه في وظيفة كتابية رتيبة بطيئة فلم يجد الحسن وقت لأبحاثة ولم يستطع أن يعتذر للحاكم فهو لايأمن شره , لذلك إدعى الجنون, ولكن الحاكم بأمر الله لم يتركه لحال سبيله ولكنه تظاهر بالإشفاق عليه وحدد إقامته في بيته وجعل عليه خادم .

أحمد : يعني ظاهر الأمر مساعدة وفي الواقع هو مسجون .

خلود : لذلك أرسل لنا رسالة لننقذه من هذا السجن .

هناء : الحاكم بأمر الله مر على زمانه اكثر من ألف عام .

خلود : ماذا !!!

أحمد : هل وصلت الإشارة متأخرة كل هذه الأعوام أم أنكم تأخرتم كل هذه المدة لتأتوا .

الحارس : يبدوا أننا خرجنا من دائرة الزمن أيتها الأميرة .

خلود : هذا خبر مؤسف , هل يدلني أحدكم على ما حدث لهذا العالم العبقري .

أحمد : نعم , أنا قرأت عنه .

هناء : وأنا أيضا , إنه الحسن بن الهيثم .

خلود : نعم لقد جاء في رسالته انه الحسن بن الهيثم , وماذا كان من أمره ؟

أحمد : استمر في التظاهر بالجنون حتى مات الحاكم بأمر الله , ثم استأجر بيتا بجوار الأزهر يترجم فيه ويؤلف الكتب ويبحث ويخترع , ولقد نفذنا السد العالي كما رأى الحسن بن الهيثم وحينما تمكنا من التنفيذ .

هناء : لقد كان أول من اخترع الكاميرا وكان اسمها قُمرة بضم القاف يعني الغرفة المظلمة والتي بها شباك واحد .

خلود : ياللخسارة , سأضطر للعودة .

أحمد : أميرتي الجميلة , كنت أتمنى ان أكون معك .

خلود : كوكب العلم يرحب بالعلماء , إقرأ وتعلم وإجتهد , وقتها سننقلك وستكون خلود بانتظارك .

* * *


تمت بحمد الله
إيمان أبو العينين

الأربعاء، 20 فبراير 2008

المعطف الجديد




في بيت فقير بالمدينة كانت تسكن سلمى مع أمها وعندما بدأ الشتاء اقتربت سلمى من أمها تطلب منها ثيابا جديدة شتوية كالتي تراها على زميلاتها والبنات في الحي .

أطرقت الأم وتلألأت الدموع في عينيها وقالت للصغيرة اليتيمة : معذرة يا ابنتي فما لدي من مال يكفي الطعام فقط , لذلك لن أستطيع أن أوفر لك ملابس جديدة , هاهو ثوبك القديم , لقد نظفته لك فأصبح جميلا كالجديد انظري .

قالت سلمى : لكني كبرت عليه قليلاً

الأم : لابأس ارتديه الآن حتى ييسر الله أمرنا , فقد بدأ الشتاء

ومرت عدة أسابيع واشتدت البرودة فأصيبت الأم بنوبة برد ولم تستطع الخروج لشراء الطعام ككل يوم فطلبت سلمى من أمها أن تسمح لها بالذهاب للمخبز , فحاولت الأم النهوض ولكنها لم تستطع , فقالت لها الأم : الجو بارد جداً بالخارج وأنت ليس لديك معطف , لكن لدي فكرة , مارأيك أن تأخذي شالي الذي أخرج به ليدفئك .

وضعت سلمى الشال على كتفيها فوصلت أطرافه إلى الأرض , فقالت لها أمها : لابأس سأربطه لك لترتفع الأطراف .

خرجت سلمى واشترت الخبز وفي طريق العودة كان هناك محلاً لبيع الملابس تقف على بابه مالكة المحل , وبالقرب من هذا المحل وجدت سلمى طفلة صغيرة في مثل عمرها تمشي بصعوبة من شدة البرد , وملابسها خفيفة وكانت تبكي .

فاقتربت منها سلمى وراقبتهما صاحبة المحل فسألتها سلمى لماذا تبكين ولكن البنت كانت ترتعد من البرد فلم تستطع الإجابة فهمت سلمى أن تعطيها الشال فتعجبت السيدة من ذلك ولكن الذي زاد تعجبها ان البنت رفضت وردت يد سلمى برفق قائلة ستصابي بالبرد لو تخليت عنه فحاولت سلمى مرة أخرى ولكن البنت أصرت فقالت لها سلمى الشال كبير يكفينا نحن الإثنتان ولكن تعالي هنا في مدخل هذا المحل حتى لا تسقط اطرافه على الأرض حينما أفك رباطه و نرتديه معاً .

توارت صاحبة المحل لما دخلت البنتان المحل ولفت سلمى زراعها حول وسط الفتاة وفردت الشال ليشمل كتفيهما ثم قالت لها ما الذي كان يبكيكِ فقالت البنت , أعطتني أمي مالاً لأشتري الخبز ولكنه سقط مني لست أدري أين ذهب فأدخلت سلمى يدها في الكيس وأخرجت رغيفاً أعطته للبنت وقالت لها لا تحزني سنأكل سوياً , وقبل أن تنطلقا خارجتين من المحل إستوقفتهما صاحبته وقالت لهما إنتظرا , إن لكما عندي هدية وأعطت لكل منهما معطف جديد ولكن البنت شكرتها ورفضت إستلام المعطف وكذلك فعلت سلمى قائلة حينما أوفر المال سأشتريه منك , فقالت السيدة ولكنكما دخلتما المحل وأنا كنت أنوي أن أعطي هدية لأول من يدخل المحل في هذا اليوم حيث أن الجو بارد كما ترون وأنتما فزتما بهذه المسابقة , فرحت البنتان فرحاً عظيماً وشكرتا السيدة وارتدت كل منهما المعطف وهي سعيدة .

***

حكاية الألوان






في يوم من الأيام بدأت الألوان يتباهى كل واحد ويفتخر بنفسه ويثبت للآخرين أنه الأفضل.

فقال اللون الأبيض:

- أنا رمز الصفاء والنقاء والمحبة والطهارة والسلام , ولم أجد في الألوان أفضل من لوني .

الأحمر: بل أنا الأفضل فأنا لون محبب يحبني الكبار والصغار.

الأسود: بل أنا رمز العز والسؤدد بدوني لا يظهر جمال الألوان.

فغضب الأصفر وقال :

- وهل تكون الألوان ألوان بدون الأصفر, أنا أجمل الألوان على الإطلاق .

تشاجرت الألوان كل منهم يحاول أن يثبت أنه الأفضل .

فغضبوا وتخاصموا وترك كل منهم الآخر وانزوى كل واحد ٍِ منهم في ركن .

حاول كلٍ منهم أن يرسم وحده لكنهم فشلوا جميعا ، فحزنوا حزنا شديداً، وبعد فترة من الخصام تأكدوا جميعاً من أنه لا حياة لهم إلا مع بعضهم البعض .

فقرروا عقد مجلسا للصلح وفي ذلك اليوم تعانقوا وبكوا بكاء الفرح وامتزجت دموعهم مكونة ألوانا جديدة من دموعهم:

فمن الأصفر والأحمر خرج اللون البرتقالي .

ومن الأبيض والأحمر خرج الوردي .

ومن الأزرق والأصفر خرج الأخضر.

وظهرت من بينهم ألوان جديدة بفضل المحبة والتعاون ولونوا رسوما عديدة وبديعة