الأربعاء، 13 مايو 2015

الشجرة والرياح









يحكى أن عصفورة اتخذت لها عشا على أغصان شجرة, وفي يوم من الأيام هبت الرياح على الشجرة فخافت العصفورة وصرخت مستغيثة بالشجرة أن تحميها فأحاطتها الشجرة بأغصانها وهي غاضبة من الرياح, وتصدت الشجرة للرياح بقوة وصرخت فيها قائلة: كفي عن هذا الصفير أيتها الرياح, أنت تدورين بسرعة لتؤذيني وتؤذي عصفورتي, وأرى أنه ليس لك أي فائدة تذكر, ألا تجدين عملا مفيدا بدلا من هذا الصفير والجري من هنا لهناك.
توقفت الرياح وردت على الشجرة بغضب قائلة: أيتها الشجرة المتعالية المغرورة, إنما أنا أقوم بعملي بينما أجدك واقفة هنا طوال الوقت.
فردت عليها الشجرة قائلة: بل أنت أيتها الرياح لا تعلمين ما أقوم به, أنا الشجرة التي أوفر الظل للمارة.
الرياح: وأنا أخفف عنهم حرارة الشمس.
الشجرة: أنا أوفر الأكسجين للكائنات الحية.
الرياح: وأنا أسوق السحاب للأراضي العطشى.
الشجرة: أوراقي تحول ضوء الشمس لطاقة لكي أنمو وأنتج الثمر.
الرياح: ضوء الشمس يمر من خلالي فلم أحجبه عنك يوما.
الشجرة: لي ثمار هي غذاء طيب للناس.
الرياح: لا تنسي أنني أنا الذي أحمل بذور الأشجار وأنقلها من مكان لمكان ولولاي لما تكاثرت الأشجار على هذا النحو.
العصفورة: مهلا,  مهلا, على رسلكما, لم ينكر أحداً فضلكما على الكائنات الحية, وأشكر الله أن جعلكما لنا, نحن دوما نسبح الله معا.
الشجرة: نعم نحن نفعل ذلك.
العصفورة: لا ينبغي أن يتعالى بعضنا على بعض.
الرياح: صدقت أيتها العصفورة علينا أن نستغفر الله الواحد ونعود لنسبح معا كما تعودنا.
الجميع: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.