الأحد، 2 مارس 2008

جني الحقل




  • كان سعد يعيش في قريته الصغيرة مع إخوته , وكان الجميع يحبونه لأنه طفل ذكي وخدوم .

    وفي يوم من الأيام خرج سعد ليلعب مع أصحابه , فوجدهم يتحدثون قال وليد : بالأمس هاجم حقلنا لص .

    وقال ماجد : ونحن أيضا هاجم حقلنا لص والغريب ان اللص أكل بعض الفاكهة ورمى بعضها .

    فرد عليه وليد قائلا : فعلاً هذا ما حدث لنا أيضا , والأغرب أنه كسر الأغصان , أتعجب كيف كسرها فهي عالية جداً .

    هاني : وأنا صحوت من نومي فوجدت أحدهم عبث بغرفتي وبعثر أشيائي وأكل الحلوى التي صنعتها لي أمي , وقد فحص أبي الغرفة وقال أن اللص دخل من شباك الغرفة .

    ماجد : وهل كان الشباك في الدور الأرضي مغلق .

    هاني : لا , كان مفتوح فالجو حار كما تعلم .

    ماجد : وكيف ترك الدور الأرضي وصعد لغرفتك في الدور الأول ؟

    هاني : أخشى ان يكون جني كما قالت أختي!! .

    سعد : جني !!! ما هذا الكلام ؟

    هاني : تقول أختي لو أنه أراد السرقة لسرق شيئا آخر غير الحلوى فالبيت ملئ بالمقتنيات التي يطمع بها اللصوص , أما أن يبعثر الأشياء ويتركها فهذا شئ عجيب .

    فخاف وليد وقال : يا ويلي جني , لابد وأنه هو الذي أكل الفاكهه من حقلنا وكسر الفروع .

    ماجد : هذا كلام معقول , لا بد وأنه جني .

    هاني: قال أبي لابد ان نغلق الشبابيك قبل المغرب حتى لا يعود اللص.

    وليد : أي لص , أرى ان أختك على حق إنه جني , أنا خائف .

    سعد : علينا أن نواجه الخوف , ما رأيكم لو راقبنا الحقل لنرى من يسرق الحقول والمنازل .

    هاني : لالا , أنا أخاف .

    وليد : وأنا أيضا .

    ماجد : أنا أيضا خائف .

    سعد : هذا الخوف ليس له مبرر . أنا سأذهب .

    هاني : ستذهب وحدك !!

    سعد : وما الذي يخيفني , هذا الخوف معناه ان هناك شئ لا نفهمه , وإن عُرِفَ السبب بطل العجب .

    وليد : معك حق , سآتي معك يا سعد .

    هاني : سآتي معكما وإن كنت خائف .

    ماجد : ما دمتم ذاهبون سآتي معكم . ولكن متى ؟

    سعد : بعد صلاة العشاء سننطلق من الجامع إلى الحقول .

    وفي الموعد المحدد كان الأصدقاء مجتمعون وكان القمر يضئ الحقول ونسمات الهواء منعشه فقال ماجد : الجو جميل هيا نتسابق , فاستوقفه سعد قائلا : ما جئنا لنلهو , نحن خارجون في مهمة فالتزموا الهدوء حتى لا يخاف اللص ويهرب , لقد جئنا للحراسة علينا أن نمشي وسط الحقول صامتين دون ان يسمع أحد خطواتنا ,

    ( وافق الأصدقاء على كلام سعد وانطلقوا يطوفون حول الحقول حتى سمعوا صوتا )

    [ تك ,, تك ,, تك ]

    ( إنه صوت فروع الشجر تتكسر , أسرع الأصدقاء إلى مصدر الصوت, فوصلوا إلى شجرة عالية إقتربوا منها , فإذا باللص يقفز من شجرة لأخرى).

    سعد : انظروا إنه ميمون , القرد ميمون .

    ماجد : نعم , إنه يرتدي نفس ملابس القرد ميمون .

    هاني : لابد وأنه هرب من السيرك .

    وليد : هل لديك من الحلوى التي أكلها عندك يا هاني ؟

    هاني : نعم , جيوبي مليئة .

    سعد : سأحاول أن أقلد مروضه حين يناديه .

    ماجد : أنا أحفظ كلامه .

    سعد : هيا بنا .

    ماجد : ميمون, ألييي هووووب .

    قفز ميمون من على الشجرة فتقدم منه هاني وقدم له الحلوى ففرح القرد وأكلها وهو مسرور وأخذ الأصدقاء القرد ميمون معهم وعادوا لآباءهم يخبرونهم عن القرد ميمون فذهب بعضهم مع الأطفال ليردوا ميمون للسيرك , وفرح ميمون بعودته وعادت القرية لهدوءها .

    * * *