الاثنين، 25 فبراير 2008

أمير النور


أمير النور

كان أحمد وهناء يجلسان فوق سطح بيتهم في ليلة صيفية، وبينما هما يتسامران إذا بمركبة فضائية تقترب منهما , ووقفت فوق سطحهم معلقة في الهواء ثم خرجت منه أميرة جميلة ومن خلفها حارسان, فخاف الطفلان ولكن الأميرة تقدمت من أحمد قائلة: لا تخف أيها الأرضي .

فتعجب أحمد من كلامها وقال : هل تتكلمين العربية ؟!! .

فقالت الأميرة: نعم , أعرف معظم لغات كوكبكم، وقد جئت أبحث عن أمير النور .

فتعجبت هناء وقالت : ومن يكون أمير النور هذا ؟.

فردت الأميرة بدهشة : كيف تكوني من كوكب الأرض ولا تعرفين أمير النور!! ؟ لقد اعجبت به وبكتاباته واختراعاته وجئت لآخذه لكوكب العلماء لنستفيد من علمه ورأيه الحكيم .

فرد الحارس من خلفها قائلاً : لدينا هدف آخر يا أميرتنا .

فأطرقت الأميرة خجلاً واحمرت وجنتيها فزادها ذلك جمالاً على جمالها ؟ وقالت : لقد بحثنا في الكواكب من حولنا عمن يصلح لأن يعتلي عرش البلاد بجواري ولم نجد أفضل من الحسن , أمير النور .

فقال أحمد: بحثتي في كوكبكم وفي الكواكب المجاورة فوقع اختيارك على هذا الحسن! فمن يكون هذا؟ وما اسمك ايتها الأميرة؟!.

قالت الأميرة : إسمي الأميرة خلود, ويا هل ترى هل اخطأنا المكان أيها الحارسان ؟ أراهما لا يعرفان أمير النور فكيف سنحرره من أسره ؟

الحارس الأول : لم نخطئ يا مولاتي , نحن بكوكب الأرض وهذه مصر , تقاطعه هناء قائلة : صحيح نحن في القاهرة , ولكننا لم نسمع عن الحسن , وماذا كتب في كتبه التي أعجبتكم وما الذي اخترعه ؟

الأميرة خلود : إنه بصري .

أحمد : انتظري قليلا , بصري يعني من البصرة والبصرة في العراق وليس في القاهرة

خلود : أعلم ان البصرة في العراق , ولكنه جاء لمصر بعد أن دعاه حاكمها .

أحمد : ولماذا جاء ؟

خلود : لقد ذاع صيته بين العلماء ولقبوه بأمير النور لأن له مؤلفات قيمة في علم الضوء كما أن له مؤلفات في الرياضيات والهندسة وعلم الحركة وفي الطب وقد رسم للعيون رسما تشريحي رائع كما أنه يعرف في الفلك وقد أرسل لنا عدة رسائل أثناء أسره .

هناء : علم الحركة , تعبير قديم يعني الميكانيكا .

أحمد : ما هذا الخلط ؟ هل هو طبيب أم مهندس أم عالم فزيائي في علم الضوء أم فلكي ؟! هذا شئ عجيب .

خلود: نعم انه يجمع بين هذه العلوم جميعا بجانب العلوم الإنسانية.

أحمد : لم تقولي لماذا جاء إلى مصر .

خلود : قال انه ورد ذكر عبارة له في كتاب مختصر( أخبار الحكماء ) لمؤلف اسمه القفطي

هناء : القفطي , هذا أيضا إسم قديم , وما هي العبارة التي قالها الحسن البصري

خلود : قال : لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان .

أحمد : وهل أتى متطوعا لهذا السبب ؟

خلود : بل دعاه الحاكم بأمر الله , ولكن الحسن...

( تقاطعها هناء )

هناء : الحاكم بأمر الله , كان هذا منذ زمن طويل !

خلود : نعم من عدة سنوات , فقد لبى الحسن دعوة الحاكم بأمر الله وذهب لأسوان وحاول التنفيذ ولكنه فشل لأن امكانيات أهل الأرض لم تصل لدرجة ان يبني سدا في الماء .

هناء : سداً في أسوان غير السد العالي ؟

خلود : السد العالي !!! معلوماتي ان أسوان ليس بها سد .

أحمد : أكملي قصتك لنفهم مالديك ونرى .

خلود : جاءنا أن الحسن اعتذر للحاكم بأمر الله فتظاهر الحاكم بأنه قبل عذره ولكنه لم يتركه لأبحاثه بل وضعه في وظيفة كتابية رتيبة بطيئة فلم يجد الحسن وقت لأبحاثة ولم يستطع أن يعتذر للحاكم فهو لايأمن شره , لذلك إدعى الجنون, ولكن الحاكم بأمر الله لم يتركه لحال سبيله ولكنه تظاهر بالإشفاق عليه وحدد إقامته في بيته وجعل عليه خادم .

أحمد : يعني ظاهر الأمر مساعدة وفي الواقع هو مسجون .

خلود : لذلك أرسل لنا رسالة لننقذه من هذا السجن .

هناء : الحاكم بأمر الله مر على زمانه اكثر من ألف عام .

خلود : ماذا !!!

أحمد : هل وصلت الإشارة متأخرة كل هذه الأعوام أم أنكم تأخرتم كل هذه المدة لتأتوا .

الحارس : يبدوا أننا خرجنا من دائرة الزمن أيتها الأميرة .

خلود : هذا خبر مؤسف , هل يدلني أحدكم على ما حدث لهذا العالم العبقري .

أحمد : نعم , أنا قرأت عنه .

هناء : وأنا أيضا , إنه الحسن بن الهيثم .

خلود : نعم لقد جاء في رسالته انه الحسن بن الهيثم , وماذا كان من أمره ؟

أحمد : استمر في التظاهر بالجنون حتى مات الحاكم بأمر الله , ثم استأجر بيتا بجوار الأزهر يترجم فيه ويؤلف الكتب ويبحث ويخترع , ولقد نفذنا السد العالي كما رأى الحسن بن الهيثم وحينما تمكنا من التنفيذ .

هناء : لقد كان أول من اخترع الكاميرا وكان اسمها قُمرة بضم القاف يعني الغرفة المظلمة والتي بها شباك واحد .

خلود : ياللخسارة , سأضطر للعودة .

أحمد : أميرتي الجميلة , كنت أتمنى ان أكون معك .

خلود : كوكب العلم يرحب بالعلماء , إقرأ وتعلم وإجتهد , وقتها سننقلك وستكون خلود بانتظارك .

* * *


تمت بحمد الله
إيمان أبو العينين