الاثنين، 4 فبراير 2008

عمل الفريق




عمل الفريق

يحكى أن فلاحاً كان يمتلك أرضاً يزرعها , وكان له أربعة أبناء صغار : زكريا و إبراهيم و قدري وفاطمة , وكانوا يعيشون في سعادة وهناء إلى أن مرض الأب يوما فجمع أبناءه , وطلب منهم أن يتولوا رعاية الأرض في غيابه حتى يتعافى , وطلب منهم أن يتعاونوا حتى يستطيعوا إنجاز العمل .

فانطلقوا جميعاً للأرض وهناك؛ قال زكريا: علينا ان نسرع بري الأرض أولاً فقد رأيت أبي يوما يروي الأرض مبكراً .

وهنا قال قدري: لا؛ بل علينا أن نجمع الحشائش الضارة أولا ثم نروي الأرض .

فرد عليهما إبراهيم قائلا: بل رش الكيماوي على الزرع أولا.

فقالت فاطمة: لماذا لم تسألوا أبينا بأي الأعمال نبدأ .

ثم قال زكريا : أنا أدير العمل وأوزع الأعمال عليكم وستأتي كل خطوة في موعدها .

فقال إبراهيم : ولماذا تدير أنت لماذا لا أكون أنا مدير المجموعة.

فقال قدري : على رسلكما , أعتقد ان الإدارة هي الأنسب لي .

فرد عليه إبراهيم قائلا: بل أنا المدير, فالإدارة فن لا يعرفه سواي.

وتشاجر الأولاد واحتارت بينهم اختهم الصغيرة فاطمة وحزنت وبكت من تصرفهم وقررت أن تتركهم وما هي خطوتان حتى انزلقت رجلها وسقطت في الترعة , فأسرع إبراهيم لينقذ أخته فقفز فوراً إلى النهر وجرى قدري ليأتي بحبل فأخذه منه زكريا وربطه في الشجرة المجاورة للترعة وأخذ قدري بطرف الحبل ورماه لإبراهيم في الماء وكان إبراهيم قد أمسك أخته بيده اليسرى ثم أمسك بالحبل باليد اليمنى فأخذ إخوتهم يسحبون الحبل حتى إستطاع إبراهيم أن يخرج من الماء مع أخته فاطمة , وعادوا جميعا إلى أبيهم يقصون عليه ما حدث , فقال لهم الأب : إذا فقد فشلتم في عمل الفريق مرة ونجحتم مرة .

فاندهش الأولاد وتساءلوا :-كيف كان هذا ؟ .

فقال الأب : فشلتم لما تشاجرتم وحاول كل منكم فرض رأيه على أخيه , ولكنكم نجحتم في إنقاذ أختكم ببراعة وقمتم بهذا العمل كفريق عمل ممتاز , وأنا الآن أريد أن أسألكم , وعليكم أن تفكروا قبل أن تجيبوا , لماذا نجحتم في إنقاذ فاطمة ؟ .

فقال برقوق : أنا لم أفكر إلا في إنقاذ فاطمة .

وقال زكريا وقدري: نعم كلنا لم نفكر إلا في إنقاذ فاطمة .

فقال الأب : ولهذا نجحتم لأنكم جميعا اتفقتم على الهدف ولم يشغلكم أي شي عن تحقيق هدفكم وكنت مصرون على النجاح لذلك إستطعتم أن تتغلبوا على المصاعب وحققتم النجاح بسرعة .

ثم أضاف الأب: عليكم أن تفكروا بنفس المنطق في أرضنا الزراعية ولنبدأ بالهدف , وعليكم ان تجيبوني على سؤالي بصراحة , ماذا كان هدف كل منكم في المرة التي فشلتم فيها ؟ .

فقال إبراهيم: كنت أريد أن أكون أفضل واحد يعمل في الأرض.

وقال زكريا وأنا كنت أريد ان أفعل شيئا يرضيك يا أبي.

وقال قدري : وأنا أردت ان أفرض رأيي وأجعل إخوتي يسمعون كلامي .

وقالت فاطمة : أما أنا فأردت أن تكون مزرعة أبي أفضل مزرعة في المنطقة .

فأعجب الأخوة برأي فاطمة وقالوا: فلنعمل من أجل أن تكون مزرعتنا هي الأفضل .

ثم قال لهم الأب : ومن أجل ان تتميزوا لا بد أن تبدأوا بالمعرفة.

و قال قدري : نعم يا أبي وعليك أن توجهنا بخبرتك إلى أن نقرأ لنعرف كيف نتميز , ولا بد أن يكون لكل منا دور في المزرعة .

فقام الأب بتوزيع الأعمال وفي كل يوم يقرأون عن الأراضي الزراعية وكيفية رعايتها ويعرضون الأمر على أبيهم الذي كان يوضح لهم ما خفي عنهم وبعد عدة شهور أصبح محصول الأرض هو الأفضل والأجود والأوفر في المنطقة كلها , وسعدوا جميعا بعد ان استطاعوا أن يعملوا معا بحب كفريق عمل .

* * *

ليست هناك تعليقات: