الأربعاء، 20 فبراير 2008

المعطف الجديد




في بيت فقير بالمدينة كانت تسكن سلمى مع أمها وعندما بدأ الشتاء اقتربت سلمى من أمها تطلب منها ثيابا جديدة شتوية كالتي تراها على زميلاتها والبنات في الحي .

أطرقت الأم وتلألأت الدموع في عينيها وقالت للصغيرة اليتيمة : معذرة يا ابنتي فما لدي من مال يكفي الطعام فقط , لذلك لن أستطيع أن أوفر لك ملابس جديدة , هاهو ثوبك القديم , لقد نظفته لك فأصبح جميلا كالجديد انظري .

قالت سلمى : لكني كبرت عليه قليلاً

الأم : لابأس ارتديه الآن حتى ييسر الله أمرنا , فقد بدأ الشتاء

ومرت عدة أسابيع واشتدت البرودة فأصيبت الأم بنوبة برد ولم تستطع الخروج لشراء الطعام ككل يوم فطلبت سلمى من أمها أن تسمح لها بالذهاب للمخبز , فحاولت الأم النهوض ولكنها لم تستطع , فقالت لها الأم : الجو بارد جداً بالخارج وأنت ليس لديك معطف , لكن لدي فكرة , مارأيك أن تأخذي شالي الذي أخرج به ليدفئك .

وضعت سلمى الشال على كتفيها فوصلت أطرافه إلى الأرض , فقالت لها أمها : لابأس سأربطه لك لترتفع الأطراف .

خرجت سلمى واشترت الخبز وفي طريق العودة كان هناك محلاً لبيع الملابس تقف على بابه مالكة المحل , وبالقرب من هذا المحل وجدت سلمى طفلة صغيرة في مثل عمرها تمشي بصعوبة من شدة البرد , وملابسها خفيفة وكانت تبكي .

فاقتربت منها سلمى وراقبتهما صاحبة المحل فسألتها سلمى لماذا تبكين ولكن البنت كانت ترتعد من البرد فلم تستطع الإجابة فهمت سلمى أن تعطيها الشال فتعجبت السيدة من ذلك ولكن الذي زاد تعجبها ان البنت رفضت وردت يد سلمى برفق قائلة ستصابي بالبرد لو تخليت عنه فحاولت سلمى مرة أخرى ولكن البنت أصرت فقالت لها سلمى الشال كبير يكفينا نحن الإثنتان ولكن تعالي هنا في مدخل هذا المحل حتى لا تسقط اطرافه على الأرض حينما أفك رباطه و نرتديه معاً .

توارت صاحبة المحل لما دخلت البنتان المحل ولفت سلمى زراعها حول وسط الفتاة وفردت الشال ليشمل كتفيهما ثم قالت لها ما الذي كان يبكيكِ فقالت البنت , أعطتني أمي مالاً لأشتري الخبز ولكنه سقط مني لست أدري أين ذهب فأدخلت سلمى يدها في الكيس وأخرجت رغيفاً أعطته للبنت وقالت لها لا تحزني سنأكل سوياً , وقبل أن تنطلقا خارجتين من المحل إستوقفتهما صاحبته وقالت لهما إنتظرا , إن لكما عندي هدية وأعطت لكل منهما معطف جديد ولكن البنت شكرتها ورفضت إستلام المعطف وكذلك فعلت سلمى قائلة حينما أوفر المال سأشتريه منك , فقالت السيدة ولكنكما دخلتما المحل وأنا كنت أنوي أن أعطي هدية لأول من يدخل المحل في هذا اليوم حيث أن الجو بارد كما ترون وأنتما فزتما بهذه المسابقة , فرحت البنتان فرحاً عظيماً وشكرتا السيدة وارتدت كل منهما المعطف وهي سعيدة .

***