الثلاثاء، 5 فبراير 2008

أفكار فكور



أفكار فكور
كانت عائلة من الدجاج تعيش في بيت صغيرفكان الديك (كوكو) وزوجته ( دودي) وأولادهم الستة:
( فكور) الديك الصغير الذي يهوى القراءة .
والثاني (كركور) الذي يحب اللعب والنزهة والثرثرة والتفاخر .
والثالث ديك نشيط اسمه (بكور) وهو دائما يساعد أفراد أسرته.
والصغير (بكرور) .
ثم دجاجتان صغيرتان إسمهما (توتي) و(روتي ) وكانتا تساعدا أمهما في تحضير الطعام وتنظيف البيت .
كان فكور دائم القراءة والتفكير في مشاكل بيئته؛ أما الأب والأم فكان جُلُّ همهما أن يجمعا الحبوب ويخزناها لإطعام الصغار .
وفي يوم من الأيام قام فكور بجمع فروع الأشجار المكسرة , ينتقي الغليظ منها ويقطعه بالمنشار ليصبح لديه فروع طويلة ومتساوية الطول , وبدأ يربطها ببعضها البعض وكان ذلك خلف المنزل , فمر عليه كركور فشاهد ما يصنعه وبدلا من أن يسأله ماذا يفعل أخذ يسخر منه .
كركور : ما هذا الذي تفعله ياذا العقل المنير , ربما ستصنع صاروخا .
فكور : تعالى ساعدني .
كركور : مازلت بعقلي .
( استمر فكور في عمله ولم يرد على أخيه وبعد قليل مرت الدجاجة دودي وزوجها كوكو بابنها فكور فانطلقا يوبخانه )
كوكو : ماهذا الذي تفعله ! أنت تلعب هنا بينما نحن نتعب من أجل جمع الحبوب لكم .
فكور : يا أبي
( تقاطعه دودي )
دودي : بدلا من تضييع الوقت إفعل شيئا مفيداً .
فكور : يا أمي أنا أصنع شيئا مهماً .
كوكو : إن أردت أن نسمعك فانتظر حتى نرتاح من عناء العمل
فكور : نعم يا أبي فأنا أحتاج مشورتك .
دودي : لابأس يا ولدي .
كوكو : غدا صباحا قبل موعد العمل نتحدث
(فرح فكور لموقف أبيه وأمه لكن مع الأسف تأخرا عن موعد العمل واعتذرا له وانصرفا )
ولما انتهى من عمله في الأخشاب التي يجمعها , بدأ يجمع الحجارة وينقلها لسفح الجبل القريب من الدار , كان متعبا والعرق يتصبب منه بينما رآه أخوه كركور فضحك عليه وسخر منه وتركه , أما بكور وبكرور فساعداه على الفور وهما يسألانه أثناء العمل عما يفعل , وأخذ فكور يشرح لأخويه أثناء العمل , وأخويه ينقلان معه الحجارة , وبعد عدة أيام بدأ فكور يبني حائط ملاصق للجبل وكان بكرور وبكور يساعدانه, فمر عليهم الأب فاستاء مما رآه وغضب غضباً شديداً .
كوكو : أيها الولد الكسول العاق بدلاً من أن تضيع وقتك وحدك, علمت أخويك اللعب .


فكور : يا أبي هذا ليس لعباً إنه أمر هام .
كوكو : فما هذا الجدار العالي الذي تصنعه , وما فائدة ذلك ؟
بكور : يا أبي ان ما يفعله فكور يفيدنا جميعا .
بكرور : أجل يا أبي هو على حق .
كوكو : عليكم أن تجمعوا الحبوب من الغد فإننا لم نجمع كل خزين الشتاء بعد .
فكور : أرجو أن تسمعني يا أبي . هذا أيضا عمل مفيد .
كوكو : ليس الآن بعد عودتي من العمل لا بد أن أوفر لكم طعامكم في الشتاء, لابد أن أنصرف الآن, مع الأسف ليس لدي وقت.
( ظل الحال على ما هو عليه حتى انتهى فكور من البناء , فجلس يشاهد البناء وهو سعيد ويهنئ أخويه بكور وبكرور فمر عليهم كركور فلما رأى البناء توقف وهو غاضب .)
كركور : ماهذا الذي فعلتموه ؟ وما هذا البناء الغبي , هذا المكان كنت أجتمع فيه أنا وأصحابي .
فكور : لماذا ؟
كركور : لأنه كان عبارة عن ساحة مستديرة في حضن الجبل .
فكور : وقد بنيت هذا الجدار ليصبح سداً .
كركور : نعم أنا أعلم أنك سددت الطريق .
بكور : لا يا أخي إنه يقصد شيئا آخر .
( وهنا بدأت السماء تمطر مطراً غزيراً.)
فكور : بدأ المطر الغزير إنه جاء في موعده .
( سمع الجميع صياح كوكو )
كوكو : إجتمعوا أيها الأولاد إنه موعد المطر الغزير .
( اجتمع الأولاد حول الأب والأم )
دودي : في مثل هذا الوقت فاض النهر وغرقت الأرض واضطررنا أن نصعد فوق سطح البيت حتى تهدأ المياه .
فكور : لقد كبرنا يا أمي ولن يتحملنا سطح البيت مع هذا المطر الغزير , وقد يغمر الماء البيت ويغمرنا معه .
كوكو : هل تريد هلاكنا بهذا الكلام ؟
فكور : بل أنا أعمل من شهور لهذا اليوم , عليكم أن تركبوا على ظهر الطوافة التي صنعتها خلف البيت , هيا بسرعة .
كوكو : طوافة !


بكور : أسرع يا أبي قبل أن يغمرنا الماء .
( يسرع الجميع ويقفون على الطوافة الخشبية التي صنعها فكور ويفيض النهر وترتفع الطوافة ويقترب أفراد الأسرة بعضهم من بعض ويرتفع الماء ويرتفع حتى يغمر البيت كله وترتفع الطوافة وتتحرك بالجميع, والكل خائف يدعوا الله أن ينجو هو وأسرته , وتمر الطوافة من أمام البناء والجبل فيسأل كوكو فكور :- ومامعنى هذا الجدار ؟)
فكور : إنه سد يا أبي , ليحجز الماء الذي ينهمر في الشتاء لينفعنا في الصيف حيث يقل الماء ويشح المطر .
كوكو : كنت أظنك تلهو مستهترا .
دودي : وأنا كنت أظن أنك تضيع وقتك في القراءة .
كوكو : من الآن لابد أن ننظم وقتنا جميعا لنجعل لنا وقتا للقراءة .
بكرور : نعم فأنا أريد أن أكون مثل أخي فكور .
كركور : آسف يا أخي لم أكن أفهمك , كنت أظنك تفعل أشياء لا قيمة لها .
كركور : ولابد ان يكون هناك وقت ليسمع بعضنا بعض ونتبادل الآراء
دودي : سنفعل .
( وتراجع الماء وعاد الهدوء لعائلة الدجاج وعاشوا سعداء لا يخشون قلة الماء صيفاً ولا فيضان النهر شتاءً )
* * *


ليست هناك تعليقات: