في حديقة المنزل كانت نخلة طويلة وشجرة جميز وبعض الخس وبعض الزهور وتكعيبة عنب .
وفي يوم من الأيام كانت الشمس ساطعة والجو معتدل جميل وبدأت الزهرة تتمايل وتحدث بقية المزروعات في الحديقة .
قالت الزهرة : ما أجملني وأجمل أوراقي الناعمة الرقيقة , وهذا العطر الذي يفوح مني كل الناس تمدحه, أنا أفضل نبات هنا في الحديقة.
فقالت خسة من الخسات: بل أنا أفضل منك , فأوراقي كبيرة ناعمة خضراء , وأنا أكبر منك حجما, وأنا غذاء مفيد وطعمي لذيذ, وأعتقد إنني أفضل منك .
فردت عليهما تكعيبة العنب قائلة: بل أنا الأفضل, فأنا أكبر منكما وأوراقي متميزة الشكل, وظلي ممتد, وثماري جميلة الشكل, لذيذة الطعم, وأنا أُطعم الناس يأكلون ثماري وأوراقي , لذلك فأنا الأفضل والأنفع .
فردت عليها شجرة الجميز قائلة: بل أنا أفضل منك لأن ساقي متينة لذلك فأنا راسخة في الأرض بينما أنتِ تعتمدين على الأوتاد وتلتفي حولها, فانا أقوى منك , وظلي ممتد, ولي ثمر لذيذ .
فقالت النخلة: بل أنا الأفضل فأنا أكثركم طولاً, وأكثركم رسوخاً في الأرض, وثماري ألذ الثمار, وأكثرها نفعاً, وجميعكم يعلم أن كل جزء من أجزائي مفيد, لذلك أنا الأفضل.
وهنا سمعوا صوتا يقول : بل أنا الأفضل .
فتلفتوا حولهم ليروا من يتكلم لكنهم لم يروا شيئا .
فعاد الصوت يقول : أنا هنا بداخلكم جميعا, ولولاي ما كان لك هذا الجمال أيتها الزهرة ولا هذا الأريج, ولا استطعم النمو أو إنتاج الثمر.
فقالوا جميعا: ومن أنت ؟.
فرد الصوت قائلاً : أنا (اليخضور) أي (البلاستيدات الخضراء).
قالت الزهرة: وما البلاستيدات الخضراء؟! .
قالت البلاستيدة : نحن أجسام متناهية الصغر لدرجة أن النقطة التي يسجلها القلم تمثل تجمعا لحوالي عشرة آلاف بلاستيدة.
فقالت الخسة : تودي أن تقولي أن عشرة آلاف منك يتجمعون في مساحة النقطة التي يسجلها القلم !.
قالت البلاستيدة : نعم .
فردت عليهما شجرة الجميز قائلة : أنتي صغيرة جداً فكيف يكون لك فائدة؟!.
البلاستيدة: تعرفون أن للنبات خلايا , وأنا أنتشر في السائل الذي بداخلها.
النخلة: تقصدين السيتوبلازم , لقد رأيت صاحب المنزل يشاهد رسما لخلية نباتية .
البلاستيدة: نعم السائل يسمى السيتوبلازم , وأنا المسؤولة عن اللون الأخضر في أوراق النبات .
الخسة: ولكن ما فائدتك ؟
البلاستيدة : أنا أمتص الموجات الضوئية وأشطر هيدروجين الماء وثاني أكسيد الكربون الجوي لتكوين الطاقة اللازمة لنمو النبات .
شجرة الجميز : يعني أنتي تصنعين الطاقة للنبات .
وقالت الزهرة: وهي تستخدم شيئان هيروجين الماء وثاني أكسيد الكربون.
النخلة: وما شكلك يا بلاستيدة ؟
البلاستيدة: أنا بيضاوية الشكل خضراء صغيرة جداً لكني مفيدة جداً.
النخلة: صدقت, أنا لن أفتخر بطولي , فليس الأطول هو الأهم .
شجرة الجميز: وأنا لن أفتخر بضخامتي , فليست الضخامة هي الأهم.
ثم ظهر صوت آخر وقال: يبدوا أنكم نسيتموني !.
فقالوا معا: من أنت؟
قال الصوت: أنا الماء وبدوني لا حياة لكم .
قال الجميع: نعم نحن نعرف مكانتك ونقدرك .
الماء: ولا تنسوا من يضع البذرة ويرعاها .
الجميع: نعم؛ نحمد الله على ما خلقه لنا من نِعَمٍ لا تُعد ولا تحصى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق