الاثنين، 4 فبراير 2008

أنا الأفضل


في حديقة المنزل كانت نخلة طويلة وشجرة جميز وبعض الخس وبعض الزهور وتكعيبة عنب .

وفي يوم من الأيام كانت الشمس ساطعة والجو معتدل جميل وبدأت الزهرة تتمايل وتحدث بقية المزروعات في الحديقة .

قالت الزهرة : ما أجملني وأجمل أوراقي الناعمة الرقيقة , وهذا العطر الذي يفوح مني كل الناس تمدحه, أنا أفضل نبات هنا في الحديقة.

فقالت خسة من الخسات: بل أنا أفضل منك , فأوراقي كبيرة ناعمة خضراء , وأنا أكبر منك حجما, وأنا غذاء مفيد وطعمي لذيذ, وأعتقد إنني أفضل منك .

فردت عليهما تكعيبة العنب قائلة: بل أنا الأفضل, فأنا أكبر منكما وأوراقي متميزة الشكل, وظلي ممتد, وثماري جميلة الشكل, لذيذة الطعم, وأنا أُطعم الناس يأكلون ثماري وأوراقي , لذلك فأنا الأفضل والأنفع .

فردت عليها شجرة الجميز قائلة: بل أنا أفضل منك لأن ساقي متينة لذلك فأنا راسخة في الأرض بينما أنتِ تعتمدين على الأوتاد وتلتفي حولها, فانا أقوى منك , وظلي ممتد, ولي ثمر لذيذ .

فقالت النخلة: بل أنا الأفضل فأنا أكثركم طولاً, وأكثركم رسوخاً في الأرض, وثماري ألذ الثمار, وأكثرها نفعاً, وجميعكم يعلم أن كل جزء من أجزائي مفيد, لذلك أنا الأفضل.

وهنا سمعوا صوتا يقول : بل أنا الأفضل .

فتلفتوا حولهم ليروا من يتكلم لكنهم لم يروا شيئا .

فعاد الصوت يقول : أنا هنا بداخلكم جميعا, ولولاي ما كان لك هذا الجمال أيتها الزهرة ولا هذا الأريج, ولا استطعم النمو أو إنتاج الثمر.

فقالوا جميعا: ومن أنت ؟.

فرد الصوت قائلاً : أنا (اليخضور) أي (البلاستيدات الخضراء).

قالت الزهرة: وما البلاستيدات الخضراء؟! .

قالت البلاستيدة : نحن أجسام متناهية الصغر لدرجة أن النقطة التي يسجلها القلم تمثل تجمعا لحوالي عشرة آلاف بلاستيدة.

فقالت الخسة : تودي أن تقولي أن عشرة آلاف منك يتجمعون في مساحة النقطة التي يسجلها القلم !.

قالت البلاستيدة : نعم .

فردت عليهما شجرة الجميز قائلة : أنتي صغيرة جداً فكيف يكون لك فائدة؟!.

البلاستيدة: تعرفون أن للنبات خلايا , وأنا أنتشر في السائل الذي بداخلها.

النخلة: تقصدين السيتوبلازم , لقد رأيت صاحب المنزل يشاهد رسما لخلية نباتية .

البلاستيدة: نعم السائل يسمى السيتوبلازم , وأنا المسؤولة عن اللون الأخضر في أوراق النبات .

الخسة: ولكن ما فائدتك ؟

البلاستيدة : أنا أمتص الموجات الضوئية وأشطر هيدروجين الماء وثاني أكسيد الكربون الجوي لتكوين الطاقة اللازمة لنمو النبات .

شجرة الجميز : يعني أنتي تصنعين الطاقة للنبات .

وقالت الزهرة: وهي تستخدم شيئان هيروجين الماء وثاني أكسيد الكربون.

النخلة: وما شكلك يا بلاستيدة ؟

البلاستيدة: أنا بيضاوية الشكل خضراء صغيرة جداً لكني مفيدة جداً.

النخلة: صدقت, أنا لن أفتخر بطولي , فليس الأطول هو الأهم .

شجرة الجميز: وأنا لن أفتخر بضخامتي , فليست الضخامة هي الأهم.

ثم ظهر صوت آخر وقال: يبدوا أنكم نسيتموني !.

فقالوا معا: من أنت؟

قال الصوت: أنا الماء وبدوني لا حياة لكم .

قال الجميع: نعم نحن نعرف مكانتك ونقدرك .

الماء: ولا تنسوا من يضع البذرة ويرعاها .

الجميع: نعم؛ نحمد الله على ما خلقه لنا من نِعَمٍ لا تُعد ولا تحصى .





ليست هناك تعليقات: