الاثنين، 4 فبراير 2008

فرخ الحمامة





بسم الله الرحمن الرحيم

في غابة كثيفة الأشجار وفي إحدى أشجار الغابة كانت الحمامة ترقد على البيض وهي تنتظر حتى فقست الثلاث بيضات, فنظرت لهم الحمامة بحب وحنان وظلت ترعاهم فهي تتركهم لتجلب لهم الطعام وتعود لتطعمهم ولا تكل ولا تمل من عملها هذا .

وفي مرة من المرات ذهبت الحمامة لتجلب الطعام لصغارها وكانت توصيهم أن يبقوا في أماكنهم حتى تعود, ونامت الحمامات الصغيرة إلا واحد ظل يقفز ويقفز ليجلس على حافة العش, ولما استقر على حافة العش؛ سره ما رآه من أشجار وطيور، ولكنه تعثر في جلسته وانزلق من على حافة العش ، وسقط فوقع أسفل الشجرة، فظل يبكي ويبكي, ثم لمح من بعيد قطة مقبلة فخاف منها واختبأ تحت أوراق الشجر الساقطة على الأرض حتى مرت القطة وابتعدت , ثم قال لنفسه : يا له من كائن عجيب يمشي على أربع وليس له جناحان, إن شكله مخيف.

خرج من مخبأه وأخذ ينظر لأعلى الشجرة ويفكر في طريقة تعيده للعش, وفي هذه الأثناء لمحه صقر فاقترب منه فتقدم إليه الفرخ الصغير وقال لنفسه هذا الكائن له جناحان يمكن أن يعيدني للعش ، ولكن قبل أن يكمل كان الصقر قد أختطفه وطار به.

فقال له الفرخ: شكرا لك؛ إن بيتي قريب من هنا .

ولكن الصقر أخذه وابتعد إلى عشه والفرخ يصرخ , إلى أين تذهب بي , لقد ابتعدت عن العش ، وهنا وضعه الصقر في عشه وقال له: اسكت أيها الفرخ الأحمق؛ حتى لا توقظ زوجتي من نومها فأنت اليوم غداؤها, سأتركك لأجلب لها هدية فلا تتحرك من هنا.

وتركه وانصرف، فظل الفرخ يقفز ويقفز حتى وصل لحافة العش وألقى بنفسه من هذا المكان العالي, وظل يبكي وهو يسقط، وكان يطير في هذه المنطقة غراب فسقط عليه الفرخ فتشبث به دون أن يدرى الغراب.

وفي هذه الأثناء لمحه الصقر فلكز الغراب لكزة قوية ظناً منه أنه اختطف الفرخ الذي يخصه, فسقط الفرخ مرة أخرى أثناء عراك النسر والغراب وسقط هذه المرة على جسم قرد وهو يقفز من شجرة لشجرة, وكان القرد يقفز ولا يستقر فخاف الفرخ وتشبث به فغرس مخلبه في لحم القرد, فهرش القرد مكان الوخز فسقط الفرخ هذه المرة ووقع على فرش لين من ورق الشجر الناعم , وتلفت حوله فوجد أخويه نائمين, فحمد الله كثيرا لأنه عاد لعشه الحبيب, وقرر أن يسمع كلام أمه الحمامة ولا يخالف أمرها أبداُ.

* * *

ليست هناك تعليقات: