الاثنين، 4 فبراير 2008

حكاية دمية




حكاية دمية



في بيت (عمر) و(تقى) كانت تعيش دمية جميلة إسمها نوسة .

كانت تقى تحملها وتمشط شعرها وتقبلها وتعطيها لأخيها الأصغر عمر ليحكي لها حكاية ويشرح لها درس الحساب .

كانت نوسة سعيدة بوجودها مع تقى وعمرو في غرفتهما , وكانت تعيش في صندوق اللعب الذي به العديد من اللعب مثل الأرنب أرنوب والدب دبدوب والطائرة – جناح السرعة – والسيارة الكبيرة - بيب بيب - والريبوت توتو وماكينة الخياطة اللعبة ميمي وفي يوم من الأيام قامت نوسة من نومها وهي مستبشرة وأمسكت بيدها طرف الصندوق وأخرجت رأسها منه لعل تقى تراها فتحملها مثلما يحدث كل يوم .

ولكن تقى كانت حزينة تبكي , وكان عمر أيضا حزين غاضب , وبعد قليل تشاجرا مع بعضهما وتخاصما , فضاق صدر نوسة وحزنت لحزنهما .

ومرت عدة أيام وهما متخاصمان لا يطيق أحدهما ان يحدث الآخر , وإذا ذهبت نوسة لأحدهما ألقى بها بعيداًعنه , فزاد حزن نوسة , وقررت أن تترك البيت إحتجاجا على خصامهما , وخرجت نوسة تمشي في الشارع وسط المارة فوجدها مجموعة من الأطفال العائدين من المدرسة , فأشار أحدهم لنوسة وجرى الآخر ليأخذها فغضب الأول وقال أنا الذي وجدها أولاً وتشاجرا فتركهما الثالث وتقدم وذهب ليأخذ نوسة فغضب الزميلان وجذبا نوسة من يده وظل الثلاثة يشدون نوسة من هنا وهناك وهي تبكي حتى مل أحدهم وألقى بها فارتطمت بسور حديقة فيلا حديدي وتألمت بشدة ولكنها تحاملت على نفسها وقفزت لداخل الفيلامن بين أسياخ السور الحديدي , قامت تمشي وهي تبكي وتنظر لثوبها الذي إنقطعت خياطته , وجلست لترتاح بالحديقة .

وبعد قليل ظهر كلب مخيف كشر عن أنيابه وجرى في اتجاهها فجرت نوسة بدورها هربا من الكلب, وعادت للرصيف مرة أخرى وبعد قليل جاء ولدان يتقاذفان الكرة , فانطلقت الكرة من قدم أحدهما مرتفعة وأخذت معها نوسة , فارتفعت الكرة إلى أعلى ونوسة متمسكة بها وهي تصرخ , حتى وصلت لأغصان الشجرة فتعلقت بها , وكلما هب الهواء لطمت الأوراق وجهها الجميل , ومن جديد تحاملت نوسة على نفسها وهي تقاوم الرياح , وأوراق الشجر الطائرة , وبعد أن استطاعت الوقوف حملها الهواء وطار بها , وهي خائفة مرتعبة لا تدري بأي شئ سترتطم , حتى سقطت أخيراً على عربة خشبية يجرها بائع البطاطا , ووقعت نوسة على فرن البطاطا , وقبل أن تلتقط أنفاسها شعرت بحرارة الفرن وصرخت من الألم , وقفزت بسرعة إلى سطح العربة هاربة واختبأت بجوال البطاطا , وظلت تبكي وهي بداخل الجوال , وتتمنى ان تعود لبيتها , تنعم بالأمان في غرفة تقى وعمرو وتلعب مع أصدقاءها , نعم قررت نوسة العودة , لا فائدة من الهروب لابد وأن أعود , لن أتخلى عن بيتي , ينبغي ان أواجه المشاكل وأحاول حلها , بدلاً من الهرب , وهنا خرجت نوسة من جوال البطاطا . وقفزت من على سطح العربة , لقد أخذت قرارها , لابد أن تعود , ولكن , أين طريق المنزل , من هنا , أم من هناك قد يكون من هناك , توقفت نوسة وهي حائرة لا تعرف إلى أين تتجه , ثم بكت ودعت الله أن يدلها على الطريق .

وفي هذه الأثناء سمعت صوتا تعرفه , إنها الطائرة اللعبة – جناح السرعة – إقتربت جناح السرعة من نوسة قائلة , أخيراً وجدتك , فرحت نوسة وقالت له دلني على طريق البيت , فتوقفت الطائرة وهبطت بجوارها , ثم قالت , من جناح السرعة إلى السيارة بيب بيب والريبوت توتو , وجدت نوسة , أكرر وجدت نوسة , وبعد قليل حضرت السيارة بيب بيب ومعها الريبوت توتو وحملا نوسة بينما حلقت جناح السرعة عاليا واتجه الجميع إلى البيت .

ولما وجد الأصدقاء في صندوق اللعب صديقتهم نوسة بهذه الصورة الغريبة حاولوا مساعدتها لتستعيد شكلها الجميل مرة أخرى فقررت ميمي ماكينة الخياطة أن تقوم بخياطة ثوبها الممزق , فتقدم الريبوت يساعد ميمي , ثم جاء دور أرنوب ودبدوب فقاموا بتمشيطها وتثبيت الشرائط الملونة في شعرها , وبعد أن عادت نوسة لطبيعتها , إجتمعت بأصدقاءها إجتماع عاجل لإيجاد حل لخصام عمرو وتقى , وبعد الإجتماع إتفق الأصدقاء على التعاون على خطة لجمع الشمل بينهما مرة أخرى .

وفي الصباح الباكر ذهب عمرو وتقى للمدرسة فقام الأصدقاء مسرعين يرتبون الغرفة وقاما بترتيب مكتب عمرو ومكتب تقى , وقامت نوسة بكتابة كلمة على ورقة وجدتها على مكتب عمرو , كتبت عليها – أحبك بالرغم من كل شئ – ثم أخفتها تحت إناء الزهور, وكتبت ورقة مثلها ووضعتها بين كتب تقى , ثم وضعا ورد جديد في المزهرية .

ولما عادت تقى وجدت الورد والبيت مرتب والكلمة المكتوبة بين كتبها فظنت أن عمرو فعل ذلك ليرضيها , فسعدت بذلك كثيراً , وعندما عاد عمرو وجد الورقة ووجد الزهرة الجميلة على مكتبه , فظن أن تقى أرادت ان تعتذر له بطريقة جميلة , وبدأ عمرو يتحدث مع تقى , وتقى تضحك مع عمرو , وعادت الحياة لسابق عهدها , وكانت فرحة الأصدقاء في صندوق اللعب لا توصف .

* * *





ليست هناك تعليقات: