الأحد، 2 مارس 2008

السمكة المغرورة


رسوم عزة العضم
_____

في قاع البحر كانت تعيش سمكة صغيرة ملونة ولما كانت بديعة الألوان سميت بديعة .

وكان لها صديقان , المحارة ريري , والأخطبوط طاطا.

كانوا دوما يلعبون ويغنون, وعنما بدأوا اللعب هذه المرة انزلقت المحارة ريري ووقعت في حفرة فصرخت مستغيثة بصديقيها بديعة وطاطا.و

لكن بديعة لم ترد عليها بل استمرت في اللعب والغناء , ولما طلب منها طاطا أن تساعده في إنقاذ صديقتهم ريري رفضت بشدة وسألت بتعجب: وكيف تطلب مني أنا بديعة أجمل مخلوقات البحار أن أساعد هذه المحارة قبيحة الشكل , إتركها وهيا بنا نلعب من جديد .

فتعجب طاطا من ردها وقال لها: أتتركين صديقتك وتطلبين مني أن أتركها ؟!!! لا لن يكون هذا أبدا , وليس طاطا الذي يتخلى عن أصدقاؤه , وتركها وأسرع لريري يمد لها أحد أزرعه في الحفرة لتمسك بها ويرفعها بسرعة .

خرجت ريري والدموع تملأ عينيها, تعاتب صديقتها بديعة على موقفها , فلم تأبه بها , فنهرها طاطا وربت على كتف ريري فتركتهم وذهبت لبيتها ترتاح .

وفي اليوم التالي ظهرت في المنطقة سمكة كبيرة متوحشة تأكل كل من يقابلها من المخلوقات البحرية الصغيرة والنباتات , فاختبأت الأسماك الصغيرة من شر هذه المفترسة المتوحشة .

وبينما كانت بديعة مختبئة في مخبأ أمين كانت تشعر بجوع شديد ولكنها لا تستطيع الإقتراب من العشب فلو فعلت ذلك لأكلتها السمكة .

وكان حال بديعة كحال معظم الكائنات الصغيرة.

ولما طال الوقت واستبد الجوع ببديعه فاقتربت من العشب ببطئ فرآها طاطا وريري اللذان كانا مختبئان في مكان قريب , وتملكهما الرعب خوفا عليها.

وفي نفس الوقت لمحتها السمكة المتوحشة فبدأت تقترب من مكانها لتلتهمها؛ فتقدم طاطا مسرعا فألقى في طريق السمكة المتوحشة من حبره فتعكر الماء وأخذ بديعة ليهرب , ولكنه لم يستطيع أن يعرف إلى أي اتجاه يهرب فالوقت ليل والمكان مظلم, فقد يندفع لفم هذه المتوحشة ؛ فإذا بريري تفتح فاها فتظهر لؤلؤة جميلة تظئ لهما المكان , فيعرفون اتجاههم فينطلقون جميعاً مسرعين .

فتلفتت السمكة المتوحشة وقالت لنفسها بصوتها الأجش: لم يعد هذا المكان يروقوني , فبعد أن تجرأ علي هذا الأخطبوط الصغيرستبدأ المقاومة من هنا وهناك , وأنا لا أحب المقاومة .

وهكذا رحلت السمكة المتوحشة .

ولكن هل عاد الأصدقاء الثلاثة كما كانو ؟.

كانت بديعة تشعر بالخجل الشديد, فقد تعلمت درسا قاسياً ولذلك اعتذرت لصديقيها فقالت لهما : لقد عرفت كم كنت حمقاء , فلكل مخلوق في هذه الدنيا جماله , فأنت يا طاطا أشجع أخطبوط عرفته , ولريري المحارة لؤلؤة هي أجمل ما رأيت في حياتي , هل تقبلون توبتي , هل تقبلونني صديقة بعد ما حدث مني ؟.

فقالا لها : بالطبع , وعاد الأصدقاء الثلاثة يلعبون من جديد ويغنون اغنيتهم المفضلة .

( بالكرة نلعب نلهو نمرح بالكرة نلعب بالكرة نفرح)

* * *