الأربعاء، 2 أبريل 2008

حاول




كان وليد سعيد جدا لأن محمود ابن عمه قرر أن يقضي اجازة نصف العام عنده , وهاهو يقف مع أبيه في محطة مصر ينتظران قطاره القادم من اسكندرية , وصل محمود ليجد وابن عمه في استقباله , فسلم عليهما, و بعد قليل كانا الإثنين معا في المنزل , وفي الصباح قررا الخروج سويا إلى النادي بعد أن خرج الأبوان لعملهما , وفي أثناء سيرهما فوجئا ببواب العمارة المجاورة والتي لم يكتمل بناؤها يحرق القمامة ففتح أحد الجيران النافذة ليلعن هذا الدخان ويصيح على البواب ولكن البواب كان يتم عمله في هدوء , فقال له وليد , لا فائدة ترجى من الكلام هذا هو الحال كل يوم .

هبط وليد و محمود الدرج وفي الشارع اقترب محمود من البواب ليحدثه فاندهش لذلك وليد , قال محمود : السلام عليكم , فرد البواب عليه السلام , فسأله بأدب :- لماذا تحرق القمامة كل يوم فيضر بنا الدخان ؟ فقال له الرجل : - لأن القمامة لو تكدست ستجمع الحشرات فلابد من ان أتخلص منها . فسأله محمود :- ولماذا لا تضع القمامة في كيس حتى تأخذها سيارات جمع القمامة ؟ فرد عليه الرجل : لأنني لا أملك ثمن الكيس , فالعمارة كما ترى لم يسكنها أحد ليعطيني أكياس . فقال محمود : - ولماذا لا تطلب من صاحب العمارة ؟ فرد الرجل :- لأنه مسافر . فقال له محمود :- وإن أحضرت لك الأكياس هل تكف عن حرق القمامة ؟ فقال الرجل :- بالتأكيد فالدخان يؤذيني أنا الآخر ولكنه الخيار الوحيد أمامي
فأسرع محمود واشترى له مجموعة من الأكياس وأعطاها للبواب فأطفأ النار فورا وهو شاكر لمحمود , فتعجب وليد من ذلك وقال لم أكن أعرف أن عدة أكياس يمكن أن تحل لنا هذه المشكلة المؤلمة .
وبعد عدة خطوات وجد عامود نور يبرز منه سلك فتوقف محمود وتلفت حتى وجد هاتف فاتصل بالشرطة يبلغها عن هذا العمود , ثم تابع السير مع وليد الذي قال :- هذا العمود على هذا الحال منذ فترة طويلة ولم أفكر في فعل هذا !! ولكن هل سيصلح ؟ ,,, لا أعتقد ,, إنه على هذا الحال منذ زمن طويل . فقال له محمود :- علينا أن نفعل ما بوسعنا , وبعد قليل قابلا شاب يدخن السجائرفابتعد عنه وليد وهو متأذي من رائحة السجائر فتقدم منه وليد وقال له :- ألا تعلم يا أخي ان التدخين يضر بصحتك وبصحة من حولك . فقال الشاب :- مع الأسف أعلم ولكني أضعف أمام السيجارة , فقال له محمود :- خذ مني هذه الهدية , وأخرج له قطعة من الحلوى وقال له :- كلما شعرت بالضعف استبدل هذه المدمرة بقطعة من الحلوى فابتسم الشاب وقبل منه الهدية وأطفأ السيجارة على الفور ثم انطلق لحال سبيله فقال له وليد بتهكم :- وهل تظن أنه أقلع عن التدخين , إنه فقط يجاملك , ابتسم محمود وقال :- لو انه يستحي فلنكلمه جميعا ومرة تلو الأخرى سيقلع عن التدخين .
ومرت الأيام ومحمود يتصرف بهذ الإيجابية تجاه كل ما يقابله بتصرف صغير ولكنه في اتجاه الحل السليم وفي آخر يوم في الأجازة خرجا سويا للنادي وفي نفس الطريق كان البواب يجمع القمامة في الكيس ويضعها في المكان المخصص ولما لمح محمود حياه بامتنان فابتسم وليد وربت على كتف محمود ولما مرا على عامود الكهرباء كان قد تم إصلاحه فتوقف وليد مندهشا وهو يقول : انظر يا محمود . لقد تم إصلاحه فابتسم محمود وقال :- الحمد لله , ثم توجها إلى النادي وتقدما من كابتن الكرة الذي يدربهما على لعبة السلة وكان يتحدث من أحد الشباب الذي كان يقول للمدرب :- الحمد لله انا لم أدخن منذ اتنتا عشر يوما فقد قابلني احد الشباب ونصحني بأن ,
وتوقف الشاب عن الكلام فجأة لما وجد محمود ووليد أمامه وقال :- هذا هو الذي قابلني , فاندهش محمود الذي لم يتذكره في البداية, فأكمل الشاب وقال , نصحني نصيحة وعملت بها , ثم أخرج لمحمود قطعة من الحلوى فتذكره وضحك فقال وليد للكابتن :- الحقيقة هي ان محمود شخص إيجابي يحاول إصلاح كل شئ حوله , وأنا سأكون مثله إيجابي فأنا سعيد به فخور بأنه ابن عمي