الأحد، 20 أبريل 2008

حكاية ثلاث سمكات




رسوم : عزة العظم

حكاية ثلاث سمكات


كان هناك سمكة اسمها خمولة ، ولها صديقتان (نحولة) و(أكولة).

وفي يوم من الأيام كانوا يبحثون عن الطعام كعادتهم فقالت لهم خمولة: لقد سئمت من البحث عن الطعام ، دائما نسبح مسافات طويلة بحثا عن الأعشاب ، إن هذا متعب للغاية.

قالت لها نحولة: لا تكوني كسولة ياخمولة.

وقالت أكولة: وهل تنتظرين الطعام يأتيك وأنت واقفة مكانك.

فردت عليها خمولة قائلة: أتمنى ذلك.

وبينما هن يتحدثن إذ سقطت بينهم خيط سنارة صياد فوجدت بها خمولة دودة فاقتربت منها لتلتهمها، فأسرعت نحولة تحذرها قائلة : هذه سنارة الصياد لا تقتربي .

ولكن خمولة قالت لهما: لا تقلقا سآكل الطعم دون أن أمس خطاف السنارة ، وبالفعل استطاعت أن تأكل الطعم دون أن تمس خطاف السنارة وقالت لصديقتيها وهي سعيدة : أرأيتما لقد أكلت وجبة سهلة وشهية بدون تعب أو مجهود .

فقالت نحولة: لا يمكن أن أنتظر الصدفة بل أحب أن أتعب وأبحث عن طعامي بنفسي.

وقالت أكولة: نحولة محقة فنحن على الأقل لا نعرض أنفسنا للخطر ولا نبالي بالتعب في سبيل الحصول على طعامنا.

فقالت خمولة: ولكن كثرة المجهود يصيبني بالنحافة وهذا أيضاً يعرضني للخطر ، فكبر حجمي يجنبني المخاطر حيث ستخاف مني السمكات ولن تلاحقني لتلتهمني .

نحولة : وأنا لن أعيش في خطر مستمر من أجل كلام تافه لا قيمة له.

أكولة: إنتظري يا نحولة ربما كانت خمولة محقة فيما قالته.

سقطت عدة خيوط بها طعام ، فبدأت خمولة تقترب من إحداها بحرص وظلت أكولة تراقبها ، أما نحولة فقالت لهما : آسفة ليس لدي وقت أضيعه سأذهب لهناك بعد هذه الصخرة حيث الأعشاب.

وتركتهما نحولة وكانت خمولة تأكل الطعم في كل مرة وأكولة تحاول تقليدها بحرص والصياد لا يمل يحاول مرة ومرات ، وفي كل مرة يجد سنارته خالية من الطعم والسمك ، وفكر قليلاً  ثم وضع في السنارة طعم على شكل عجين أخفى به الخطاف كل ، وكانت رائحته شهية، فتوقفت أكولة وقالت محذرة : هذه خدعة  ، إحذري ياخمولة ، ولكن خمولة قالت لها : لا تبالي ، إن رائحته شهية لا تقاوم ، سآكل من الطرف فقط ، فقالت لها أكولة وهي خائفة : إن طرف الخطاف كله مغطى .

ولكن خمولة اقتربت وما أن حاولت التهام الطعم حتى علقت بالسنارة ، وظلت تتلوى وتصرخ ، ولكن كان الصياد ماهر وسريع فقد رفعها سريعا ، وما أن رأت أكولة صديقتها وقد التقطها الصياد حتى فرت هاربة لتلحق بصديقتها نحولة خلف الصخرة .

حزنت الصديقتان على صديقتهما الكسولة خمولة وكتبا حكايتها على القواقع والأصداف لتحذرا السمكات الصغيرات من الكسل الذي هو أشد خطرا من الصياد .