السبت، 22 يناير 2011

بحثا عن السعادة




كان مروان شاب متعلم وحيد أبويه, ورث عن أبيه بيتا وأرضا زراعية.

وكانت الأرض تحتاج لعمل متواصل، ومروان كره هذا العمل الذي يرى أنه لا طائل منه, وكان يحلم ببيت كبير وحمام سباحة وسيارات فارهة, كان يحلم بخدم وشركات وموظفين, فقرر أن يسافر بحثا عن الثروة التي تحقق له أحلامه, فباع أرضه وبيته وسافر يبحث عن عمل.
لم يستطع مروان العمل بمؤهله في أي من البلاد التي سافرها؛ فكان يقبل بأي عمل يمكن أن يتقاضى منه مال مادام لا يجد وظيفة مناسبة فليتنازل, بالرغم من أنه كان يأنف في بلده من أي عمل, إلا أنه باع الجرائد وغسل الصحون, وغسل السيارات, وعمل بمغسلة ومطعم .
وظل يتنقل من عمل إلى عمل وخلال عشر سنوات قام بجمع مبلغ من المال ضمه لثمن الأرض .
ثم قرر أن يعود لبلده , ليبحث عن فرصة قد تساعده على إثبات وجوده بشكل يرضيه.
وقرر أن يشتري أرضاً أو عقاراً وذهب للسمسار يسأله عن أسعار العقارات فوجد أن الأسعار ارتفعت ارتفاع لم يكن يتوقعه, ولكن السمسار قال له أن لديه فرصة قد لا تتكرر, فأمامه أرض زراعية يبيعها الورثة بسعر جيد ولما عرض عليه بيانات الأرض وجد أنها أرضه, نفس الأرض التي كان يأنف أن يعمل فيها, فرحب بشرائها, و اشترى أرضه وبيته بكل ما يملك من مال.
وفي أول يوم يتسلم الأرض جاءه عمه يبارك له على الأرض التي عادت ويذكره بأنه حاول أن يثنيه عن البيع وهاهو قد عاد ليشتريه مرة أخرى, وقال له العم وهو مبتسم : لقد أضعت من عمرك عشر سنوات هباء بحثا عن الأوهام وها أنت تعود لنقطة البداية.
فقال مروان لعمه : لا أعتقد أنني أضعت العشر سنوات, فقد تعلمت خلال العشر سنوات أشياء كثيرة أهمها أنه ليس هناك أهم ولا أغلي من بيتي وأرضي ووطني , وتعلمت أن العمل في حد ذاته قيمة لابد أن نسعى لها, وتعلمت أن أحترم العمل مهما كان , لقد كنت بعيد جداً عن نقطة البداية , وإن كنت اليوم أقف عند نقطة البداية فقد تعلمت كيف أبدأ.


وبدأ مروان بالفعل يعمل في أرضه ويتابع عماله ويراعي شئون أرضه حتى استطاع أن يزودها بوسائل الزراعة الحديثة, بل ويبتكر فقد طور آلاته الزراعية, وسجل هذا التطوير كاختراع يفيد الناس .
واستطاع في فترة وجيزة أن يشتري المزيد من الأرض الزراعية , وقام بعمل عدة مشاريع على أرضه كمشروع تربية المواشي والطيور, ومنتجات الألبان ومنحل, واستطاع أن يوفر فرص عمل لشباب قريته, وأعاد بناء بيته فأصبح كالقصر الصغير, واستطاع أن يصل للمال والرضا والسعادة .
* * *